مقدمة
الحمام الغزار المصري هو أحد أقدم وأجمل أنواع الحمام في العالم، ويُعد جزءًا من التراث الثقافي المصري. يتميز هذا النوع بجماله الفريد وألوانه المتنوعة، بالإضافة إلى سلوكياته الاجتماعية التي جعلته محبوبًا بين مربي الحمام في مصر وخارجها. في هذا المقال، سنستعرض أصل الحمام الغزار المصري، مواصفاته، أنواعه المختلفة، وأهميته الاقتصادية والثقافية.

أصل الحمام الغزار المصري

يُعتقد أن الحمام الغزار المصري نشأ في مصر منذ مئات السنين، حيث كان يُربى كجزء من الثقافة المصرية القديمة. ومع ذلك، هناك آراء تشير إلى أن أصله قد يكون مرتبطًا بالشام أو الهند أو تركيا، لكن مصر تُعتبر الموطن الأساسي لهذا النوع بسبب مواصفاته الفريدة التي لا تظهر إلا في السلالات المصرية.

اسم "الحمام الغزار" يعود إلى العصور العباسية، حيث كان يُستخدم في الحفلات والمناسبات للترفيه. وكان يتم تقاذف الحمام بين الحضور للمرح والضحك، مما أدى إلى تسميته بـ"الحمام الهزار"، والذي تحوّل لاحقًا إلى "الحمام الغزار". ومنذ ذلك الحين، أصبح الحمام الغزار جزءًا لا يتجزأ من الثقافة المصرية.

مواصفات الحمام الغزار المصري

الحمام الغزار يتميز بمواصفات شكلية وسلوكية تجعله فريدًا بين أنواع الحمام الأخرى.

المواصفات الشكلية:

• الجسم: طويل ومتناسق.

• الرأس: صغير يشبه البومة، مع عينين واسعتين جذابتين.

• المنقار: قصير جدًا (يُعرف بالمكلتم).

• الأرجل: خالية من الريش تمامًا.

• الأجنحة والذيل: يتميز بذيل أطول من جناحيه، مما يعطيه مظهرًا مميزًا أثناء الطيران.

الألوان:

يأتي الحمام الغزار بمجموعة واسعة من الألوان التي تشمل الأبيض، الأحمر، الأسود، الأزرق قطيفة، الريحاني، الأصفر، وغيرها. هذه الألوان تُعد جزءًا من جماله الذي يجذب المربين.

السلوكيات:

• اجتماعي جدًا ويحب الطيران في مجموعات.

• لديه قدرة على إغواء الحمام الغريب ليهبط معه في مكانه.

• يتميز بالذكاء وسرعة التكيف مع البيئة المحيطة.

أنواع الحمام الغزار المصري

الحمام الغزار المصري يضم العديد من الأنواع التي تختلف في الشكل واللون والسلوكيات. وفيما يلي أبرز هذه الأنواع:

1. الحمام الصافي:

   • يتميز بلونه الموحد مثل الأبيض أو السكري أو الأشقر.

   • يُعتبر من الأنواع النادرة والمحبوبة بين المربين.

2. الحمام الأحمر:

   • يشمل الأحمر المرقع والعنبري الأحمر.

   • يُعتبر من الأنواع الفاخرة ذات المظهر الجذاب.

3. الحمام الأسود:

   • يشمل المسود والعنبري الأسود.

   • يتميز بلونه الداكن الذي يضفي عليه هيبة وجمالًا خاصًا.

4. الريحاني والأزازي:

   • الريحاني يأتي بلون بني محمر مع رقبة ذات لون مختلف.

   • الأزازي يتميز باللون الأزرق قطيفة الذي يُعد من أجمل ألوان الحمام.

5. الأبلق:

   • يُعرف بتعدد ألوانه مثل السكروتة والاستانبولي.

   • يُعتبر من الأنواع الأكثر تنوعًا وشعبية.

6. القطقاطي:

   • يتميز بنقوش فضية على ريشه تشبه قشور الأسماك.

   • يُعد من الأنواع الفريدة والنادرة.

أهمية الحمام الغزار المصري

1. اقتصادية:

• يُعتبر مصدر دخل للعديد من المربين الذين يبيعونه بأسعار مرتفعة نظرًا لجماله وندرته.

• يُشارك في المسابقات والمعارض الخاصة بالحمام الزينة، مما يزيد من قيمته التسويقية.

2. ثقافية وتراثية:

• يعكس جزءًا مهمًا من التراث المصري القديم.

• يتم تربيته كجزء من الهوايات الشعبية التي تُمارس في مصر منذ قرون.

3. جمالية وترفيهية:

• شكله الجميل وألوانه الجذابة تجعل تربيته ممتعة ومسلية.

• يُضفي بهجة على الأماكن التي يُربى فيها سواء المنازل أو الأسطح.

كيفية تربية الحمام الغزار المصري

تربية الحمام الغزار تتطلب اهتمامًا خاصًا لضمان الحفاظ على صحته وجماله:

1. توفير مكان نظيف وواسع للطيران والتكاثر.

2. تقديم غذاء متوازن يحتوي على الحبوب والبقوليات لضمان نمو صحي.

3. متابعة الحالة الصحية للطائر باستمرار وعرضه على الطبيب البيطري عند الحاجة.

4. توفير بيئة اجتماعية للطائر حيث يحب العيش ضمن مجموعات.

خاتمة
الحمام الغزار المصري ليس مجرد طائر؛ بل هو رمز للجمال والتراث الثقافي العريق في مصر. بفضل تنوع أنواعه وألوانه وسلوكياته الفريدة، أصبح هذا النوع محبوبًا لدى المربين وعشاق الطيور حول العالم. تربية الحمام الغزار ليست فقط هواية ممتعة لكنها أيضًا فرصة للحفاظ على جزء مهم من التراث المصري الذي يستحق الاهتمام والرعاية.

مصادر 1 . 2