الذكاء الاصطناعي مقابل ذكاء الحمام
وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة "Current Biology"، فإن الطريقة التي يعلم بها البشر الذكاء الاصطناعي المتقدم (AI) تشبه إلى حد كبير الطريقة التي يتعلم بها الحمام.
كل هاوٍ لتربية الحمام يعرف أن حمامه طيور ذكية. قد يبدو هذا مفاجئًا للأشخاص الذين يعتبرون الحمام آفات، لكنه ليس مفاجئًا للمجتمع العلمي.
لقد أثبت منذ زمن طويل أن الحمام قادر على القيام بمهام متعددة، وتعلم الأشياء، واتخاذ الخيارات، وتذكر الأمور. يمكنه التعرف على الحمام الآخر، وقادر على التمييز، بل وحتى معرفة الوقت.
الحمام مقابل الذكاء الاصطناعي
أُجريت الدراسة في قسم علم النفس وعلوم الدماغ بجامعة آيوا تحت إشراف البروفيسور إد وাসرمان، وخلصت إلى أن "الحمام هم أساتذة الذكاء الاصطناعي"!
نحن معتادون على سماع الكثير عن روعة الذكاء الاصطناعي والأشياء المذهلة التي يمكنه القيام بها، مثل التغلب على البشر في ألعاب الفيديو والشطرنج، لكن في الأساس، كل ذلك يعتمد على خوارزميات التعلم.
التعلم الارتباطي مقابل التعلم التصريحي
الطريقة العامة التي يتعلم بها البشر تُعرف بالتعلم التصريحي، والذي يُدمج عادةً مع التعلم الإجرائي. يعتمد هذا على اكتساب المعرفة التي تُقدم من خلال التعليمات اللفظية والبصرية. على سبيل المثال، يُخبروننا عن الحرارة، لذا لا نحتاج إلى لمس موقد ساخن لنعرف أنه سيؤلمنا.
التعلم الارتباطي – الطريقة التي يتعلم بها الحمام – هو عندما يصبح استجابة جديدة مرتبطة بمحفز معين. لمواصلة نفس المثال، يجب على الحمام أن يلمس موقدًا ساخنًا ويحترق ليتعلم ألا يلمسه.
غالبًا ما يُنظر إلى التعلم الارتباطي على أنه تقنية قوة غاشمة، تعتمد على نهج التكرار والتجربة والخطأ. يعمل الذكاء الاصطناعي بنفس الطريقة لتحديد الأشياء والأنماط كما يتعرف عليها البشر.
الدراسة
باستخدام كريات لذيذة كحوافز ومكافآت، عُرضت على الحمام أنماط مختلفة كان عليها تصنيفها في إحدى فئتين.
أشاروا إلى الفئة عن طريق النقر على زر.
كان اختيار الفئة يعتمد على كيفية تفسير الطيور للنمط من خلال خصائص زوايا الخطوط، وعرض الخطوط، وترتيبها. عندما اختاروا الفئة الصحيحة، كانوا يحصلون على كرية، وإذا أخطأوا فلا يحصلون على شيء.
استطاع الحمام أن يحفظ ما يصل إلى 70% من جميع الأنماط المختلفة بكفاءة.
الخلاصة
في هذا العرض الواضح للتعلم الارتباطي، صرح البروفيسور واسرمان أن الحمام "يستخدم خوارزمية بيولوجية، تلك التي منحتهم إياها الطبيعة".
يُعتقد أن التعلم الارتباطي بروتوكول صلب يفتقر إلى التعقيد، لكن الذكاء الاصطناعي يستخدم نظامًا معادلًا لطريقة تعلم الحمام. باستثناء أن الكمبيوتر يستخدم خوارزمية اصطناعية يقدمها له البشر.
الميزة الكبيرة التي يتمتع بها الذكاء الاصطناعي على الحمام هي أن سعة دماغ الحمام محدودة. أما أجهزة الكمبيوتر فهي غير محدودة تقريبًا بقدرات ذاكرة وتخزين هائلة وقوة معالجة مذهلة.
دليل أخيرًا على أن وصف الحمام بـ"الدماغ الطيري" ليس إهانة كبيرة.
التعليقات 0
جاري تحميل التعليقات...
أضف تعليقاً